كتب هيثم زعيتر: / اللواء
سؤال
أعيد طرحه أمس بشدة، بعدما انفجر الوضع الأمني على نطاق واسع في المخيم
بين حركة "فتح" و"جند الشام" بعد مقتل عامر فستق أحد أفراد المرافقة لقائد
"الكفاح المسلح الفلسطيني" العميد محمود عيسى "اللينو"، فيما أصيب قائد
"كتيبة يونس بن عواد" في "فتح" العقيد طلال الأردني وبلغت الحصيلة الأولية
لعدد الجرحى 12 جريحاً من الطرفين بما فيهما مدنيان·
وكان اللافت أن شخصاً
مقنعاً أطلق النار على اثنين من مرافقي "اللينو" في سوق الخضار في
المخيم، فأصاب أحدهما فستق اصابات مباشرة، مما أدى إلى وفاته بعدما أصيب
إصابة بليغة في صدره، نُقل على إثرها إلى "مركز لبيب أبو ظهر الطبي" في
صيدا، ولكنه ما لبث أن توفي لخطورة إصابته، فيما جرحت امرأة وطفلة صودف
مرورهما في المكان، وفر المهاجم إلى جهة مجهولة"·
وفور شيوع الخبر اندلعت اشتباكات عنيفة في حي الطيري في المخيم، بين حركة
"فتح" و"جند الشام"، استعملت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، شهد
المخيم على إثرها حركة نزوح كبيرة باتجاه مدينة صيدا والمناطق المحيطة
بالمخيم·
وتجددت الاشتباكات عند الرابعة والنصف عصراً بين "جند الشام" و"فتح"، وتوسعت حركة النزوح باتجاه صيدا"·
وكان يوم أمس الأول (السبت) قد شهد توتيراً، حيث تعرضت قرابة السادسة
والربع صباحاً سيارة مرسيدس تابعة لحركة "فتح" وفي داخلها أربعة من عناصرها
لحظة مرورها في مخيم الطوارئ، لإطلاق نار من بقايا "جند الشام" قدروا بنحو
25 عنصراً منتشرين في مواقع قتالية ويتخذون احتياطات، ورد عناصر "فتح"
بإطلاق النار فأصابوا أحد عناصر "جند الشام" المدعو أحمد عبدالله برجليه،
فأطلق عناصر "جند الشام" النار بشكل عشوائي على السيارات والمدارس
والمنازل، ما عطل الدراسة، فأقدم الأهالي على إعادة أولادهم الى المنازل
تخوفاً من تطورات أمنية قد تحصل·
وحمّلت "لجنة المتابعة الفلسطينية" التي تضم جميع الفصائل الفلسطينية،
مسؤولية ما يجري لجماعة تعمل خارج الأجندة الفلسطينية وتسعى لضرب الأمن
والاستقرار في عين الحلوة"، مؤكدة "أن الوضع لا يزال تحت السيطرة، مشددة
على عدم السماح للمخلين بالأمن وتكرار تجربة نهر البارد، ومشيرة الى انه
هناك خطة لقمع هذه الأعمال"·
وكان قد عقد اجتماع طارئ مساء أمس الأول في منزل العميد "اللينو" شارك فيه
مسؤول "الحركة الإسلامية المجاهدة" الشيخ جمال خطاب ومسؤول "عصبة الأنصار
الإسلامية" الشيخ "أبو طارق" السعدي، تم خلاله التوافق على ضبط الوضع وعدم
افساح المجال أمام المندسين لتوتير الأجواء·
وأوضح الشيخ خطاب لـ "اللـواء" أنه "يبدو أن هناك طرفاً ثالثاً قد دخل على
خط التوتير، وهو ما يستوجب من الجميع العمل لافشال مخطط الفتنة ووأدها في
مهدها"·
وأكد العميد "اللينو" في تصريح لـ "اللـواء" أن "الأمن في مخيم عين الحلوة
ممسوك، والوضع تحت السيطرة، ونحن واعون لمواجهة من يريد أن يعبث في أمننا،
وايقاع فتنة مع القوى الإسلامية، وسنقف له بالمرصاد"·
وأشار الى أن "مجموعات ما يسمى "جند الشام" و"فتح - الإسلام" و"عبدالله
عزام"، هي جماعات معروفة لدينا، وسنأخذ إجراءاتنا للوقوف في وجه محاولاتها
لتخريب أمن المخيم"·
وشدد العميد "اللينو" على أننا كمؤسسة أمن وطني، ننسق ونتعاون مع الأجهزة
الرسمية اللبنانية، وتحديداً مع الجيش اللبناني، ونقوم بمقاطعة معلوماتنا
من أجل ضمان أمن مخيماتنا وتحديداً مخيم عين الحلوة، لأن ما يجري ليس موجه
لشخص، بل للمخيم والجوار والإستقرار الأمني في لبنان"·