محمد دهشة - البلد (القضية):
حافظ مخيم عين الحلوة على هدوئه الحذر بعد الاشتباك الذي وقع بين حركة "فتح" وما تبقى من "جند الشام" و"فتح الاسلام" في اعقاب اغتيال مرافق قائد "الكفاح المسلح الفلسطيني" العميد محمود عيسى "اللينو" عامر الفستق ونجحت القوى الفلسطينية في تطويق ذيوله رغم الاعتراف ضمنيا ان الوضع الامني مازال هشا.. وقابلا للاهتزاز والاختبار عند أي حدث أمني جديد.
شيع فستق في دمشق بعدما نقلت حركة "فتح" جثمانه من مركز لبيب الطبي في صيدا وسط حالة من الحزن والحداد، فيما بداالوضع الامني يتأرجح بين الهدوء والعودة الى الحركة الطبيعية، اذ فتحت مدارس وكالة "الاونروا" أبوابها كالمعتاد ولكن معظم الطلاب لم يلتحقوا بصفوفهم وسط شعور متزايد بأن المخيم تجاوز قطوعا ولكن المشكلة لم تحل.
وفيما اختفت حركة الاستنفار العسكرية من الطرفين "الفتحاوي" و"الاسلامي" نهارا وغاب انفجار القنابل او اطلاق الرصاص ليلا، شهدت شوارع المخيم حركة شبه طبيعية واكتظ سوق الخضر برواده، ولكن لسن ابنائه يردد "يدنا على قلبنا" بعدما ذاقوا لوعة الاشتباكات.
وتؤكد مصادر فلسطينية، ان التحدي الاكبر الذي تواجهه القوى الفلسطينية وتحديدا الاسلامية هو الحفاظ علىالامن والاستقرار ومواجهة "المخطط المشبوه" الذي يهدف جر المخيم الى الاقتتال، اذ ان المعلومات تؤكد ان "مشروع الفتنة" مازال مستمرا وقد خبا بعد الجهود الحثيثة التي بذلتها القوى الوطنية والاسلامية وان المطلوب ترجمة المواقف السياسية على ارض الواقع بضبط بعض المخلين بالامن ورفع الغطاء السياسي خاصة وانه لم يتم اتهام ابي فرد او جهة بالوقوف وراء الاحداث الاغتيالات والتوتير رغم الاشارة اليهم بالبنان سرا.
معادلة وحسابات
بالمقابل، فان مشهد عين الحلوة أفرز معادلة جديدة في تكريس "المربعات الامنية" بدلا من "الأمن بالتراضي" وفق ما اشارت اليه صدى البلد" في عددها الاسبق، وبات الانتقال بين المناطق التي تسيطر عليها حركة "فتح" او "القوى الاسلامية" معدوما، وفي المناطق الفاصلة محذورا، كل في مكانه بانتظار المزيد من الوقت لتنفيس الاحتقان على وقع استنفار ليلي دائم.
وفي المعادلة الفلسطينية، فإن البعض بدأ يتحدث عن محاولة لاضعاف حركة "فتح" بعدما استطاعت ان تتجاوز ازمة خلافاتها الداخلية بدء بعقد مؤتمراتها التنظيمية وصولا الى اعادة ترتيب قواتها العسكرية، والبعض الآخر يعتبر ان ما جرى محاولة لمنع انجاز مشروع "الشرطة المدنية الفلسطينية الذي قطع شوطا كبيرا بات قاب قوسين او أدنى من التنفيذ، فيما تسود بين اوساط الاسلاميين القناعة بالرغبة الى جرهم لمعركة "غير معركتهم" او بغير "عنوان فلسطيني" من خلال بعض المتشددين او المندسين او غير المنظبطين لتصفية الحسابات بعدما نجحوا في تشكيل "صمام أمان" في معادلة المخيم السياسية والامنية تجاوزتها الى الجوار اللبناني فيظل الاحتقان السياسي اللبناني الداخلي.
ترقب وتكريم
وبعيدا عن حسابات عين الحلوة ، فان الانظار التي تتجه الى القاهرة لمواكبة لقاءات المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" بمشاركة كافة القوى الفلسطينية ومدىانعكاساتها على الساحة اللبنانية وخاصة لجهة تشكيل مرجعية موحدة،تتجه في ذات الاهتمام على تعيين السفير الفلسطيني الجديد افي لبنان بعد استعداد السفير الدكتور عبد الله عبدالله للمغادرة وسط اعتقاد بان الانسب لهذه المهمة او الاوفر حظا القائم بالاعمال السفير اشرف دبور الذي اثتيت انه قادر على التعاطي مع كل الملفات الشائكة اللبنانية ـ الفلسطينية والفلسطينية الداخلية في دعمه لاستعادة حركة فتح قوتها والحوار مع باقي القوى الفلسطينية.
وكان السفير الفلسطيني المغادر الدكتور عبد الله موضع تكريم في حفل وداعي اقامته سفارة فلسطين في اوتيل كورال بيتش بمشاركة رسمية لبنانية فلسطينية حيث اكد انني خدمت قضية بلدي فلسطين وفي نفس الوقت ان اعمل على توثيق الصداقة والاخوة بين فلسطين ولبنان، وجدت ان لبنان كان وما زال يقف بقوة وارادة وصلابة مع فلسطين في كل مكوناتها وكل حقوق شعبنا جعل ذلك مهمتي اكثر يسراً وانا واثق بأن من يكون على رأس سفارة فلسطين في هذه البلد خلف لي سيؤدي عمله بنجاح اكثر يبني على ما نحن بنينا عليه والايجابي ان لبنان بكل فئاته وطواثفه يقف موحداً مع فلسطين ونحن نرجو ان نخطو الخطوة التالية وان نجد الفرصة لان يكون لبنان مع الفلسطيني لتخفيف من معاناته اكثر وتسهيل اموره وختم حفل التكريم بتقديم دروع وصور تذكارية للسفير عبدالله تقديراً لجهوده التي بذلها في لبنان.