كمال ذبيان - الديار:
لم يتراجع وزير الدفاع فايز غصن عن معلوماته، التي كشف عنها وتتعلق بوجود عناصر لتنظيم «القاعدة» في لبنان، وهو استند بالتأكيد الى ما قدمته له مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، وليس بالدفاع المدني، ولا يمكن من موقعه المسؤول ان يدلي بهذه المعلومات الخطرة والدقيقة، من ان عناصر تتسلل الى سوريا عبر المعابر غير الشرعية، ومنها بلدة عرسال، التي لم يتحدث انها تأوي هذه العناصر او هي تهرّبهم.
فتنظيم «القاعدة»اعلن عن وجود الرجل الثاني فيه ايمن الظواهري في ايلول 2006، عندما اكد في تسجيل صوتي له، ان لبنان هو ارض جهاد لا نصرة، وسيقاتل الصليبيين عبر القوات الدولية في الجنوب، وقد نفذت عمليات ضدها، وجرى اعتقال عناصر اسلامية متطرفة، اقرت بما قامت به.
والوجود الثاني لتنظيم «القاعدة» ظهر في «فتح الاسلام»، التي قدمت اوراق اعتمادها عبر معارك مخيمر نهر البارد، بعد عمليات ارهابية استهدفت عناصر من الجيش اللبناني تمت تصفيتهم في مراكزهم، والتي سبقها اعتداء على مصرف لبنان في اميون واشتباك مع عناصر قوى الامن في طرابلس، وقد اثبتت التحقيقات الامنية والقضائية، ان هذا التنظيم ترأسه شاكر العبسي،الذي انتقل الى لبنان من العراق، وكان مساعداً «لابي مصعب الزرقاوي»، المنتمي الى «القاعدة» فكرياًَ وانتسب الى تنظيمها العالمي.
وما زال تنظم «فتح الاسلام» موجودا في لبنان وانتقلت قيادته الى مخيم عين الحلوة، فلجأ اليه عبد الغني جوهر المتهم باعمال تفجير استهدفت باصين للجيش اللبناني في طرابلس، رداً على احداث مخيم نهر البارد في العام2007 وترأس هذا التنظيم عبد الرحمن عوض الذي قتل في كمين لمخابرات الجيش في شتورا.
وتملك الاجهزة الامنية الرسمية معلومات عن تغلغل عناصر من «القاعدة» او تنظيمات اسلامية تدين بالولاء لها، وقد تم اعتقال عددا من المنتمين الى هذا التنظيم الاصولي الاسلامي، مما يعني وجوده في لبنان، وقد تسللت عناصر من «القاعدة» الى سوريا، قبل وقوع الاحداث فيها.
فما قصده الوزير غصن، هو ان عناصر «القاعدة» الموجودة في لبنان، كما كانت تذهب منه الى العراق وتعتبره ارض نصرة، فهي الآن تتسلل الى سوريا، دون عوائق تذكر، وهي تسلك المعابر التي كان تمر منها الى بلاد الرافدين.
فبالنسبة لوزير الدفاع، فما اعلنه من معلومات، خرج بها الى الاعلان، وابلغ بها مجلس الوزراء، انما من اجل ضبط الوضع الامني لبنانياً والتنبيه الى ان لا مصلحة لاي طرف تغطية وجود لتنظيم «القاعدة» في لبنان، او التغاضي عن عبورهم من لبنان الى سوريا، لان في ذلك ضرراً للبلدين، لان امنهما واحد، وتحكمهما معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق، وتربطهما عدة اتفاقات، منها اتفاق امني.
وقد أصر الوزير غصن على معلوماته، وهو سيدلي بها في جلسة مجلس الوزراء، وليس لديه مانع من ان يطلع لجنة الدفاع النيابية على معلوماته التي ليست بحاجة الى اثبات وادلة، لان تنظيم «القاعدة» موجود في لبنان منذ سنوات، وفق ما تؤكد مصادر وزير الدفاع، الذي يدعو من يشكك من «تيار المستقبل» وحلفائه، الى ان يسألوا فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، وهو يزودهم بكل التفاصيل، والذي كان له دور في كشف شبكات الارهاب، وخاض معارك معها، وكان آخرها اعتقاله لخاطفي الاستونيين الذين تم نقلهم الى عرسال وقد اصيب احد المطلوبين من ابناء البلدة بمطاردة له، ولا يمكن للوزير غصن ان يستهدفها، بل حذّر من تسلل عناصر اليها.