التحذير من الإفطار من غير غذر

إن الله تبارك وتعالى فرض علينا الصيام لتتطهر قلوبنا , وتسمو أرواحنا , وتتخلص أجسادنا مما علق بها من رسوبات الطعام . وما له سبحانه من فائدة في إجاعتنا , ولم يفرض الصيام علينا إلا لصالحنا .

فالصائم يثبت حقيقة إيمانه وقوة تقواه ومدى استجابته لله والانصياع لأمره.

الصائم يثبت عظمة نفسه وعلو قدرها واستعدادها للقيام بالواجبات , والاضطلاع بعظائم الأمور , ويثبت قدرته على التغلب على الحاجات والأهواء , واستعصامه عن الدنايا والسيئات .

فمن قدر على الصيام فهو على الكفاح أقدر .

ومن فشل في الصيام فهو على الكفاح أجبن وأفشل .

إن الذي ينهزم أمام نفسه ويحقق لها رغباتها , ولا يقطع عنها مشتهياتها لن يثبت في ميادين الكفاح والنضال , ولن ينتصر في معارك الشرف والفضيلة .

إن الذي لا يملك القدرة على الكف عن الطعام والشراب في أيام رمضان لن يتورع عن ارتكاب الموبقات وفعل المنكرات ومدّ الأيدي إلى السرقات والغش والخيانات . ألا ما أقبح الإفطار في أيام رمضان , وما أشد طغيان المفطرين : إنهم ظالمون لأنفسهم ودينهم ومجتمعهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ ابو الدرداء عوض