مخيم عين الحلوة - برهان ياسين:
خطوة لم تكن مستعبدة عن النازحين الفلسطينيين من سوريا الى عين الحلوة سيما وأنهم باتوا اليوم إما متسولين على أبواب من يدعون مسؤوليتهم عنهم وإما سلعة يتاجر بها البعض ليكسب سمعة ومالا ومكانة إجتماعية ،وكل ذلك دون مراعاة لكرامتهم واحترام حق الضيف فكيف وإن كان هذا الضيف من أهل البيت ولتكون حادثة انتحار النازح محمد الملسي جرّاء ما عاناه في المخيم تلك الشرارة التي تشعل ثورتهم.
هذا الوضع دفع عدد من النازحين للبدء في تشكيل إطار موحد يحميهم ويطالب بحقوقهم فهم يعيشون في واد والمؤسسات والتنظيمات والأنروا في واد آخر كما يقولون ،ولهذا كان لقاء دعا له عدد من النازحين في ملعب عين الحلوة للتشاور وإعلان لجنة لمتابعة شؤونهم تعمل بشكل مستقل بعيدا عن كل ما يعانونه من استغلال فاضح.
واقع أقسى من أن يعاش
سبق ذلك عدة إجتماعات جرت في قاعة ناجي العلي أسست لهذ ة اللجنة فما يعانيه النازحون كان كفيلا بجعلهم يتمردون على واقعهم ويلعنون تكاتفهم في وجه من يتهمونهم بإستغلال مآساتهم . نضال ،احد مؤسسي اللجنة، يصف واقعهم فيقول :"لقد سئمنا الوقفة بالطوابير بشكل مذل وإستغلال حاجاتنا ومن تفشي الواسطة والفساد وسط الجهات المعنية إبتداءا من الأنروا مرورا باللجان الشعبية وصولا لمؤسسات المجتمع المدني فحادثة انتحار النازح الفلسطيني محمد الملسي كانت كفيلة بكشف معاناتنا وكيف ان هؤلاء المعنيين يقفون حائرين أمامها" ويضف نضال ان اللجنة تسعى لتكون مكملا لدور تلك المرجعيات وليس بديلا عنها فأزمة تأمين مأوى للنازحين لازالت تدق اجراس الخطر مع تدفق اعداد جديدة منهم يوميا .
الملف الصحي هو أيضا يعتبر أولية لدى اللجنة الجديدة لذا قاموا بتشكيل لجنة الصحية تضم أطباء وممرضين وصيدليين من النازحين انفسهم تسعى لتأمين الدواء وتوفير العلاج لهم ،فالكثير منهم يعانون من أمراض مزمنة وحتى سرطانية والأنروا والهلال الأحمر لا يزالان يتفرجان على تلك الحالات دون تقديم مساعدات لها .
لا ينكر نضال ان اهالي مخيم عين الحلوة احتضنوا ولازالوا وفود النازحين منذ بداية الأزمة إلا أن اهالي المخيم بحاجة لم يعينهم هم أيضا لذا على الأنروا والفصائل والحمعيات واللجان التحرك تفاديا لأي خطوات تصعيدية سيقوم بها النازحون إن إستمر الوضع كما هو عليه.
ترحيب فصائلي ومؤسساتي وإستعداد للتهرب
الإطار الجديد لاقى ترحيبا وقبولا واسعا من الفصائل في المخيم بإختلافها وتنوعها ختى الجمعيات الأهلية اعتبرت الخطوة بالضرورية والملحة ،لكن تخوفا بدأ يسود بين النازحين يتمثل بمحاولة تلك المرجعيات جعل هذه اللجنة مسؤولة عن إغاثة النازحين بالدرجة الأولى وبالتالي التنصل من مسؤوليتها تجاههم.
وامام هذا الواقع يحاول النازحون قدر الإمكان سد ثغرة ليسوا هم من حفروها لكنهم يعانون ويلاتها يوميا وإن كان بعضهم يستفيد من التقديمات فإن عددا آخر لا يستفيد من شيء كونه دخل لبنان بطريقة غير شرعية ولا يملك قسيمة دخول جمركية والبعض الآخر فقد معيله في الأزمة وهنا يطالب نضال التجمع الوطني لأسر الشهداء "بضم شهداء المخيمات الفلسطينية الى سجلاته وشملهم في التقديمات الخاصة بأسر الشهداء كما حصل للشهداء الفلسطينيين في لبنان إبان الحرب الأهلية