من المعلوم ان نسبة سكان القدس من العرب عام 1967 كان يشكل اكثر من 70%، أما الان فانه لا يتجاوز 30%، وهو نتاج الجهود التي بذلها الصهاينة سواء على مستوى التشريعات او على مستوى المشاريع التي استهدفت البنى التحتية وترافقت مع المشاريع الاستيطانية، وفي هذا الاطار قدمت الباحثة ايمان شادي عرض أهم النشاطات الاستيطانية والتهويدية للقدس في مجلة السياسة الدولية التابعة لمركز الاهرام للدراسات في عددها رقم 177 اكتوبر 2009، حيث استعرضت المشاريع الصهيوينة في القدس منذ احتلالها عام 1967، وبذلك قدمت جهدا مميزا لحجم الهجمة الصهيوينة وتصاعدها خلال العقود الاربعة الماضية، الامر الذي يسلط الضوء على خطورة مواصلة هذه المشاريع التي انعكست بشكل واضح على التوزيع الديمغرافي للسكان العرب فيها.
إيمان شادي *
عام 1950: قامت اسرائيل باغتصاب الجزء الغربي من القدس وأعلنتها عاصمة لها.
عام 1967: بعد أقل من أسبوع علي سقوط القدس، قام اليهود بهدم حارة المغاربة الأثرية المجاورة للحائط الغربي للمسجد الأقصي، بعد مهلة 24 ساعة أعطيت للسكان لإخلاء الحي، حيث تم طرد 650 عربيا. كما تم طرد ثلاثة آلاف عربي من حارة الشرف، التي أطلق عليها فيما بعد اسم حارة اليهود. وبهدم حارة المغاربة، استولي اليهود علي الحائط الغربي للمسجد (حائط البراق) وأطلقوا عليه حائط المبكي.
- هدم الزاوية الغربية للمسجد الأقصي والمعروفة بالزاوية الفخرية وهدموا 14 منزلا فيها.
- قامت الشرطة "الإسرائيلية" بالاستيلاء علي مفتاح باب المغاربة، وأصبحت بذلك تسيطر علي مدخل الحرم الغربي المحاذي لحائط البراق. ولا يزال هذا الباب يستخدم حتي الآن في استقبال الوفود "الإسرائيلية" والسياحية فقط، في حين يمنع المسلمون من الدخول من خلاله.
عام 1968: بدأت إسرائيل في بناء المستوطنات حول القدس الشريف من الناحيتين الشمالية والجنوبية، وكانت سببا في تشويه الطابع المعماري والعمراني للمدينة المقدسة، وأصبحت جدارا عازلا أمام الجانب العربي، وكان عددها تسعا.
- بدء مصادرة الأراضي لإنشاء مستوطنات في حي الشيخ جراح ووادي الجوز، ثم بناء مستوطنات رامات أشكول، وجفعات هامينار، ومعالوت دافني، والتلة الفرنسية.
عام 1969: قامت إسرائيل بحفريات جنوب غرب الأقصي علي امتداد 80م، صدعت الأبنية الإسلامية التابعة للزاوية الفخرية، التي أزالتها سلطات الاحتلال وأجلت سكانها
- استولت «إسرائيل» علي المدرسة التنكزية المطلة علي ساحة المسجد الأقصي، حيث قامت بطرد 105 أشخاص من 10 منازل إلي جانب المدرسة، وتحويلها إلي مقر لحرس الحدود "الإسرائيلي
- حريق المسجد الأقصي، حيث قامت سلطات الاحتلال بقطع المياه عن منطقة الحرم فور ظهور الحريق، وحاولت منع المقدسيين وسيارات الإطفاء من الوصول للمنطقة. وكاد الحريق يلتهم قبة المسجد المبارك، ولكنه أتى علي منبر المسجد وسقوف ثلاثة من أروقته وجزء كبير من سطحه الجنوبي.
عام 1970- 1974: قامت إسرائيل بحفريات النفق الغربي، توقفت 1974 واستؤنفت 1975، واستمرت حتي 1988، ونجحت في فتح باب ثان للنفق من جهة مدرسة الروضة في 1996
1973-1974 قامت سلطات الاحتلال بحفريات جنوب شرق الأقصي لعمق يصل إلي 13م.
عام 1974: نص القانون الإسرائيلي (11/أ) علي أن من يقيم خارج البلاد مدة تتجاوز سبع سنوات بشكل متواصل، فإنه يفقد حقه في الإقامة الدائمة في القدس.
عام 1975: قامت دائرة الآثار الإسرائيلية بحفريات تحت باب العمود من الخارج، وكشف عن باب السور القديم الذي يقع نحو خمسة أمتار تحت باب العمود.
عام 1976: إقامة مستوطنة "معاليه أدوميم" لإقامة تجمع استيطاني كبير يجمع المستوطنات الصغيرة بين منطقة البحر الميت وشمال أريحا للسيطرة علي المنطقة الشرقية من القدس
عام 1977: تحويل كافة المناطق المحيطة بالبلدة القديمة في القدس إلي حدائق عامة بحجة أن منطقة البستان منطقة أثرية، وأن الملك داود كان يتريض فيها قبل ثلاثة آلاف عام
عام 1980: صدر قرار الكنيست بضم القدس وجعلها عاصمة أبدية لإسرائيل
1982- 1986 حفريات باب الأسود (الأسباط) بحجة وجود بركة إسرائيلية
عام 1987: الضغط علي السكان لإجبارهم علي بيع منازلهم في البلدة القديمة، أو مصادرتها.
عام 1993: رسم حدود جديدة لمدينة القدس الكبرى "المتروبوليتان"، وتشمل أراضي تبلغ مساحتها 600 كم2 أو ما يعادل 10% من مساحة الضفة الغربية، هدفها التواصل الإقليمي والجغرافي بين تلك المستوطنات لإحكام السيطرة الكاملة علي مدينة القدس
عام 1998: اقتحم جنود الاحتلال المسجد الأقصي واعتدوا بالضرب المبرح علي أحد المواطنين داخل ساحات المسجد
عام 1999: قامت حكومة إيهود باراك ببناء درج عند الجزء الشرقي من السور الجنوبي للحرم الذي هو حائط المصلي المرواني والحد الجنوبي للمسجد الأقصي. وقد افتتحه "باراك" بنفسه، وادعى أن هذا كان مدخل الهيكل اليهودي المزعوم، وتتابعت "الحفريات" تحت الأقصي إلى أن تم هدم باب المغاربة الواقع علي امتداد حائط البراق غربي ساحة الحرم المقدسي للسيطرة "الإسرائيلية" الكاملة علي البوابة الجنوبية الغربية للأقصي
28 سبتمبر 2000: قرر شارون اقتحام المسجد الأقصي في حراسة أكثر من ألفي ضابط وجندي بتسهيلات حماية من حكومة حزب العمل برئاسة "إيهود باراك" آنذاك، والذي كان الأسوأ من نوعه في تحدي مشاعر العرب والمسلمين عامة والفلسطينيين خاصة. وقد شكل ذلك الاقتحام الهمجي للمسجد الشرارة التي أشعلت فتيل الانتفاضة الشعبية الكبري الثانية. وكذلك أدى إلي تداعيات خطيرة علي استقرار المنطقة، تمثلت بسقوط شهداء وجرحى من المصلين والمواطنين المقدسيين علي أيدي قوات الأمن والجيش الإسرائيلي
سبتمبر 2000: في ظل الانتفاضة، قامت إسرائيل بتحويل بعض المستوطنات القريبة من القدس وداخل حدودها وخارجها إلي أحياء يهودية وتهميش التجمعات الفلسطينية الطابع، وتحويلها إلي جزر منفصلة عن بعضها بعضا من جهة ومنفصلة عن امتدادها في الضفة الغربية من جهة أخرى، بعيدا عن أنظار المراقبين والإعلام. ونجحت إسرائيل في السيطرة الكاملة علي 79% من القدس الشرقية، حيث صادرت بشكل مباشر 33% من مساحتها، وجمدت 40% أخرى بني فيها 27 مستوطنة يهودية، لتصبح 73% من المدينة تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة. كما صادرت 6% لشق طريق يربط المستوطنات، وبذلك يبقي 21% من شرقي القدس خارج إطار التهويد، منها 10% مناطق سكنية فلسطينية، و7% غير منظمة ومعرضة للمصادرة، و4% يجري التفاوض بشأنها
عام2002: بدء بناء جدار فاصل يقطع أراضي الضفة الغربية، التهم 58% من الضفة، ويعزل 3.8 مليون فلسطيني عن أهليهم داخل ما يسمي بالخط الأخضر الإسرائيلي، ويمنع التزاوج بين الفلسطينيين في المناطق المحتلة عامي 1948 و1967
عام 2004: جري الإعلان عن مصادرة 2000 دونم من أراضي قرية الولجة جنوبي القدس المحتلة لإقامة 5000 وحدة استيطانية جديدة عليها. كما كشف النقاب عن مخطط استيطاني خطير يبتلع جميع أراضي بيت "أكسا" شمال غربي القدس. وقد أخطر المواطنون الفلسطينيون بمصادرة 14 ألف دونم من أراضي قريتهم لإقامة مستوطنة جديدة عليها، وأن قريتهم من الآن فصاعدا أصبحت تقتصر علي ألف دونم، بينما اعتبرت بقية الممتلكات والأراضي أملاك دولة يحظر علي أصحابها الانتقال إليها والعمل بها لزراعتها وفلاحتها
عام 2006: شهد تهجير 1363 مواطنا مقدسيا. وبالتوازي مع سياسات التطهير التي تستهدف الفلسطينيين، تعمل الحكومات الإسرائيلية علي إيجاد توازن، إن لم تكن أغلبية ديمغرافية صهيونية في القدس، عبر تكثيف الاستيطان من ناحية والتضييق علي الفلسطينيين من ناحية أخرى..
عام 2006- 2008: توزعت عدة حفريات تحيط بالمسجد الأقصى تهدف لإنشاء مدينة يهودية تحت الأرض "مدينة داود". أخطر هذه الحفريات الطريق "الهيرودياني"، الذي يمتد أكثر من 600م، ويربط ساحة البراق بالمدخل الجنوبي لمدينة داود، ما أدي لتفتت أحجار حائط البراق، ما يمهد لإغلاق مسجد البراق وتحويله لكنيس يهودي أو موقع أثري
عام 2007: ظهر مخطط لإكمال هدم طريق باب المغاربة، ببناء كنيس في حارة باب الواد غرب سوق القطانين، ليبتلع إلى جنوب المبني أرضا تسمي البيارة تتبع الأوقاف الإسلامية
كانون الثاني- آذار 2009: تسليم سلطات الاحتلال إنذارات بالإخلاء نحو 1900 مقدسي في 120 عقارا في حيي البستان والعباسية جنوب ضاحية سلوان، لهدم منازلهم وتحويل أحيائهم لـ»حديقة الملك داود». ففي 9 شباط، افتتحت جمعية «عطيرت كوهينيم» الاستيطانية كنيس «خيمة إسحاق» على بعد 50 مترا غرب باب السلسلة، وصادر أعضاؤها أرضا مقابلة للكنيس تبلغ مساحتها 70 مترا. وفي 13 شباط، أعلنت جمعية «أمناء الهيكل" عن عزمها تثبيت كاميرا للفيديو علي أحد أبنية "الحي اليهودي" لنقل صلاة اليهود في المسجد الأقصي عبر الإنترنت لتشجيع اليهود علي القدوم للصلاة، وتقليص عدد المصلين في المسجد الأقصي خلال أيام الجمع إلي ما لا يزيد علي 3000 مصل، ومنع سكان البلدة القديمة الذين تقل أعمارهم عن 50 من دخول المسجد، وتكثيف البناء في مستوطنتي جبل أبو غنيم جنوب المدينة لتعديل الميزان الديمغرافي، وتهجير السكان في حي الشيخ جراح الذي يحتوي علي 28 عقارا، للسيطرة علي الحي لتأمين حدوث تواصل جغرافي مباشر بين مستوطنات القدس وشمال البلدة القديمة من ناحية، وتأمين اتصال مستوطنة "معاليه أدوميم"، بالجزء الغربي من مدينة القدس من ناحية أخرى
يوليو 2009: اقتحم أكثر من 200 يهودي ساحة الأقصي، تجمعوا في ساحة البراق وأدوا طقوسا تلمودية قرب الشمعدان الذهبي الذي أقيم قبالة المسجد الأقصي، باعتباره شمعدانا سيرفع فوق الهيكل المزعوم عند إعادة بنائه
عام 2009: الاستيطان في حي الشيخ جراح: يواجه قرابة 550 مقدسيا، هم سكان الحي الواقع في قلب الجزء الشرقي للقدس، خطر الطرد بفعل التعنت الإسرائيلي القاضي ببناء حي استيطاني من 200 وحدة. وتسعي السياسة الاستيطانية الإسرائيلية في شرقي القدس في حي الشيخ جراح لطرد 28 عائلة منه، وكذلك تمتد إلي الشمال الشرقي باتجاه فندق شبرد الذي استولت عليه السلطات الإسرائيلية وحولته إلي مقر أمني، ومنه إلي وادي الجوز، حيث تهدد 15 عائلة بالإخلاء، وغربا حيث أخطرت 20 عائلة بالطرد ، حيث تسعي سلطات الاحتلال إلي إزالة حي الشيخ جراح من الناحية الشمالية. وإذا نجحت، فإنها ستطبق تماما علي البلدة القديمة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية. وجدير بالذكر الإشارة إلي أن التهديد للأحياء المحيطة لا يعني أن البلدة القديمة والمقدسات بخير، بل إن الخطر المحدق بها بفعل الأنفاق والحفريات أشد خطرا من غيره، ويوشك أن يحولها إلي أماكن غير صالحة للسكن البشري، وهذا ما تسعى إليه سلطات الاحتلال، تمهيدا لتفريغها من أهلها تحت ذريعة "السلامة العامة».