المستقبل - صيدا:
سجل
امس تطور بارز وخطير على خط التطورات المتسارعة المتصلة بالوضع في مخيم
عين الحلوة، في اعقاب الأحداث التي شهدها وكان آخرها اغتيال اثنين من
مرافقي القائد العام للكفاح المسلح الفلسطيني العميد محمود عيسى "اللينو".
وتمثل هذا التطور في كشف النقاب عن توقيف احد العناصر الملحقين بالمقر
العام لحركة "فتح" والذي يشرف عليه اللواء منير المقدح وتسليمه الى الجيش
اللبناني بعد الاشتباه بتورطه في الأحداث الأخيرة وباغتيال احد مرافقي
اللينو. وبحسب المراقبين فان هذا التطور - اذا ثبت تورط هذا العنصر - من
شأنه ان يعيد خلط الأوراق داخل المخيم وفي البيت الفتحاوي الواحد. لكن ذلك
يبقى رهنا بما ستكشف عنه التحقيقات مع هذا العنصر.
فقد تسلمت مخابرات
الجيش اللبناني من الكفاح المسلح فجر الجمعة، الفلسطيني عبد الغزّي الذي
اوقف من قبل الكفاح المسلح للإشتباه بتورطه بجريمة اغتيال مرافق "اللينو"
عامر فستق الأسبوع الماضي داخل مخيم عين الحلوة. وتبين أن الغزي وهو في
العقد الثالث من عمره، عنصر في حركة فتح وملحق بمقرها العام الذي يشرف
عليه اللواء منير المقدح. وقد تمت عملية التسليم عند حاجز الجيش على مدخل
مخيم عين الحلوة.
واشارت مصادر فلسطينية مطلعة الى أن عائلة الموقوف
الفتحاوي المذكور وبعدما تم تداول اسمه كمشتبه به في جريمة الاغتيال،
سارعت الى تسليمه الى الكفاح المسلح عبر نائب قائد الكفاح العميد ابراهيم
الغزي وهو قريب الموقوف الغزي. فأجريت معه تحقيقات اولية من قبل "الكفاح"
قبيل تسليمه الى السلطات اللبنانية، من دون أن تتوافر اية معطيات عن
المعلومات التي ادلى بها .
اللينو
وتعليقا على توقيف الغزي قال
العميد اللينو لـ "المستقبل": لدينا معطيات وملعومات نعمل عليها بهدوء
بعيداً عن اي ضجيج وتشويش. والشاب المتهم تابعناه بحكم قرابته مع نائب
قائد الكفاح. اتصل به وقدّمه الى تحقيق اولي جرى معه. وهو الآن مع مؤسسة
الجيش اللبناني التي نثق بها ونحترمها والحكم بالنهاية لها. هناك قانون
وقضاء لبناني يأخذ مجراه ولا يوجد احد فوق مستوى الشبهات، ومن يثبت ان له
علاقة بهذه الجريمة او غيرها من الجرائم نحن مسؤولون ان نسلمه الى القضاء .
المقدح
ونفى اللواء منير المقدح ان يكون الغزي قد اعترف بتورطه في
الأحداث الأمنية التي شهدها المخيم مؤخرا. وقال لـ"المستقبل": هذا الضابط
موقوف حاليا لدى السلطات اللبنانية بصفة شاهد. أضاف: بالامس، ُطلب شخص من
فتح مدرج اسمه على جدول الرواتب. وتم تسليمه عبر الكفاح المسلح. واشيع ان
هناك معتقلا وأنه اعترف. ان اي شخص ُيطلب من المخيم لا غطاء عليه، لأن
هذه الجرائم تصب في خدمة العدو الاسرائيلي، ونحن اصررنا ان يتم تسليمه
للجيش اللبناني، وقلنا ليس لدينا تحقيق ولا قضاء في المخيمات، فليتم
التسليم للجيش. لكن هذا الشخص لم يعترف بأي شيء ونفى كل الاقوال التي أدلى
بها سابقا. الان هو لدى الجيش كشاهد، واذا ثبت اي شيء، نحن جاهزون
للمساعدة.
الى ذلك، بدا الوضع في مخيم عين الحلوة هادئا، وشهدت الشوارع حركة طبيعية .