قاسم س. قاسم - الأخبار:
مرّ أسبوع على اعتقال عبد الله الغزي المتهم باغتيال عامر فستق، مرافق نائب قائد الكفاح المسلح محمود عيسى «اللينو». الشاب كما قيل، اعترف للكفاح المسلح قبل تسليمه الى استخبارات الجيش بارتكابه عملية الاغتيال بتسهيل وبأمر مباشر من قائد المقر العام لحركة فتح اللواء منير المقدح. هذه «الاعترافات» ساهمت بتأزيم الموقف بين الرجلين، فاستنفر كل منهما قواته في مخيم عين الحلوة، ما عزز إمكانية انفجار الأوضاع في المخيم قريباً.
لكن الصورة تغيرت أمس. إذ يؤكد مسؤولون فلسطينيون أن استخبارات الجيش توصلت إلى نتيجة مفادها أن «اعترافات الموقوف كاذبة، وأنه أدلى بها تحت التعذيب». يضيف المسؤولون ان «الغزّي اراد تسليمه الى الجيش اللبناني ليرتاح من التعذيب الذي خضع له عند اللينو». لكن، ورغم ما يُقال، ساهمت «عملية تسليم الشاب إلى استخبارات الجيش في تنفيس الشحن الذي كان موجوداً في عين الحلوة»، كما يقول مسؤول فلسطيني كبير.
مصادر امنية لبنانية وثيقة الصلة بالملف اكدت بدورها لـ«الأخبار» أن التحقيقات مع الغزي لم تتوصل إلى دليل على تورطه في عمليتي اغتيال مرافقي اللينو». ولفتت المصادر إلى ان استخبارات الجيش تواصلت مع القضاء الذي يشرف على التحقيقات، وأنها ستطلق سراحه إذا ثبت أنه غير متورط. وأبدت المصادر انزعاجها من كلام المقدح الذي صرح بأن الموقوف المقرب منه سيُطلق خلال ساعات، «وهو ما ظهر كأنه توجيه لعمل الجيش». لكن المصادر ذاتها تؤكد أن أي آثار للتعذيب لم تظهر على الموقوف عندما تسلّمته استخبارات الجيش.
من جهتها، تردّ اوساط «اللينو» على تهم التعذيب بالقول إنه «لم يجر تعذيب الغزي، وبامكان الجيش ان يفحصوا جسده لتأكيد ذلك». وعن براءة الشاب تقول تلك الاوساط «اذا قال الجيش انه بريء، فهذا يعني أنه بريء. والجيش هو الشرعية بالنسبة الينا». اما اوساط المقدح فهي تنتظر اطلاق سراح الشاب وذلك بعد الانتهاء من الاجراءات القانونية، معتبرة ان «أبو حسن» سجّل نقطة اخرى على «اللينو الذي ساهم بالترويج لضلوع المقدح بعملية الاغتيال».
لكن صراع النفوذ بين قائدي فتح داخل المخيم لن يتوقف عند إخلاء سبيل الموقوف بعد إثبات براءته. وهذا الصراع حتم تدخل القيادة المركزية لفتح، التي ستوفد خلال اليومين المقبلين مسؤول الكتلة البرلمانية للحركة، عزام الأحمد، لمحاولة وضع حد للخلاف بين «اللينو» و«المقدح».