حاولت عجوز الانتحار حرقا الأسبوع
الماضي، بعد أن رشت أجساد أفراد عائلتها، بالبنزين، الذي سكبت منه كميات
في أرجاء بيتها بحي بلاطو في وهران. وهذا للاعتراض على قرار طردها من
المسكن، كما هددت بمعاودة الكرة قائلة "اشتريت دلو بنزين وسأحرق نفسي
وأولادي إذا أرغمت على ترك منزلي".
كادت أن تحدث كارثة إنسانية أثناء قدوم رجال الشرطة
بمعية محضر قضائي لتنفيذ حكم الطرد ضد العجوز وعائلتها المقيمة بعمارة
تابعة لأحد الخواص كائنة بشارع ملاح علي بحي بلاطو في وهران، حيث رفضت في
الثامن من الشهر الجاري الاستجابة لقرار الطرد كونها لا تملك مأوى بديلا
تحتمي فيه في عز الشتاء، وأمام حالة الغضب الهستيرية التي انتابتها أقدمت
على سكب البنزين في المنزل، الذي تسكنه منذ عقود، ورشت جسدها وأفراد
عائلتها، فكاد أن يحدث انتحار جماعي. العجوز صرحت للشروق اليومي بأنها
تقيم بهذا المسكن منذ 1967 وتدفع حقوق الإيجار، إلا أننا تفاجأنا تضيف
المتحدثة بـ"أحد أبناء مالك العمارة التي نقطن فيها يطلب منا تسديد مصاريف
الإيجار، مدعيا أننا لم ندفعها منذ 2005 وإلى غاية 2009، هذا غير صحيح
كوني وعائلتين أخريين قمنا بدفعها عن طريق محضر قضائي، ولأن وثائق الملكية
لم تسو بطريقة نهائية لم يتم منح المستحقات لصاحب العمارة وبقت مجمدة،
علما أننا كنا في السابق نمنحها إلى اثنين من أولاده"، هذا ومنذ 2008
دخلت العائلات المذكورة في معارك قضائية مع مالك المبنى، انتهت بإصدار
قرار الطرد في حقها، وهو ما خلف موجة من الاستياء والغضب بين أفرادها،
الذين قالوا بأنهم طرقوا أبواب المسؤولين في مناسبات عدة للحصول على سكن
لائق يحفظ كرامتهم إلا أنهم لم يحصلوا على شيء، وهم الآن مهددون بالتشرد
في الشوارع، في عز الشتاء، "...أين سنذهب رفقة أبنائنا في هذا البرد
القارس...زوجي بلغ من العمر الثمانين أنهك جسده المرض وأنا تدهورت حالتي
النفسية والصحية بسبب كابوس الطرد الذي طرد النوم من عيوننا...اسودت
الدنيا في وجهي ولم أعد أفكر سوى في الموت... اشتريت دلو بنزين وسأحرق
نفسي وأولادي إذا طردت من منزلي..."، هكذا صرخت العجوز التي حاولت
الانتحار حرقا وهددت بمعاودة الكرة في حال تنفيذ قرار إخلاء المسكن
الذي أوت إليه منذ ستينيات القرن الماضي، مناشدة
السلطات المحلية التدخل للوقوف على حياة الغبن التي
تتخبط فيها رفقة عائلتها.
متصفحك لا يدعم الجافا سكربت أو أنها غير مفعلة ، لذا لن تتمكن من استخدام التعليقات وبعض الخيارات الأخرى ما لم تقم بتفعيله.