أعربت الأوساط الفلسطينيّة عن خشيتها من دقّة الوضع في عين الحلوة، على خلفيّة أنّ ما جرى من عمليّات اغتيال في الفترة الأخيرة ليس سوى «البداية» لمشروع يُحاك ضدّ ما يسمّى بـ»عاصمة الشتات الفلسطيني»، بغية قطع الطريق على النتائج الإيجابية للمصالحة بين حركتَي «فتح» و»حماس» أو تشكيل مرجعيّة موحّدة في ظلّ المتغيّرات العربيّة المتسارعة.
الجنوب – علي داود - الجمهورية:
أوضحت الأوساط أنّ كلّ عناصر التوتير متوافرة في مخيّم عين الحلوة، بدءاً بفوضى السلاح، مروراً بعدم ضبط بعض الافراد أو المجموعات الاسلاميّة "المتشدّدة"، وصولاً الى الخلافات "الفتحاويّة" الداخلية، و"الفتحاوية" ـ الفلسطينية الأخرى.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر فلسطينية لـ"الجمهورية"، انّ اللجنة المشتركة التي تشكّلت من فصائل "منظمة التحرير" و"تحالف القوى الفلسطينيّة"، عقدت لقاء في مقرّ السفارة الفلسطينية في بيروت، واتّفقت على وضع ورقة عمل ليتمّ على أساسها تأليف المرجعيّة السياسية للشعب الفلسطيني في لبنان بما فيها قوّة أمنيّة مشتركة.
وعلى خطّ توحيد الجهود الفلسطينية ودرء ايّ فتنة، بدت أمس مدينة صيدا كخليّة نحل لا تهدأ، وكشف الحراك السياسي اللبناني ـ الفلسطيني الكثيف والزيارات المتبادلة بين القوى والفصائل اللبنانية والفلسطينية عن دقّة وخطورة الوضع الامني الذي يترنّح تحت ظلاله مخيّم عين الحلوة غداة حادثتي اغتيال مرافقي قائد "الكفاح المسلّح الفلسطيني" في لبنان العميد محمود عيسى "اللينو" أشرف القادري وعامر فستق، وتوقيف أحد المتّهمين من المقرّ العام لحركة "فتح" برئاسة اللواء منير المقدح.
وفي هذا السياق، عقدت النائب بهيّة الحريري لقاء في مجدليون مع ممثلي فصائل "منظمة التحرير" و"تحالف القوى الفلسطينية" و"القوى الاسلاميّة" و"أنصار الله" و"اللجان الشعبيّة"، وأملت في أن تنعكس المصالحة الفلسطينية على الواقع الفلسطيني في لبنان وعلى المخيّم الأكثر استهدافا أي عين الحلوة، بالحرص الدائم على عدم استخدامه من أيّ طرف من الأطراف وتحت أيّ شعار.
جولة التحالف
وجال وفد من القيادة المركزيّة لـ"تحالف القوى الفلسطينية"، على الفاعليّات السياسية في صيدا، فالتقى كلّاً من الحريري ورئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب السابق أُسامة سعد، ومفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، كما جال وفد قياديّ من "جبهة التحرير الفلسطينيّة" برئاسة عضو المكتب السياسي صلاح اليوسف على القوى والفاعليّات الصيداوية ذاتها.
والتقت الفاعليّات السياسية الجنوبية والوفود الفلسطينية على ضرورة تهدئة الوضع الأمني وعدم الانجرار وراء الفتنة وضرورة فتح حوار بين القوى الفلسطينية، والعمل على متابعة الحوار مع الحكومة اللبنانيّة في شأن منح الحقوق الإنسانيّة للفلسطينيّين.