شكّل أمس إطلاق سراح الفلسطيني عبد عبدالله الغزّي الذي كان اتهم باغتيال مرافق «اللينو»، عامر فستق، مفاجأة في مخيّم عين الحلوة حيث لم تخل «الفرحة» من إطلاق النار، ليصاب عنصر «فتحاوي» خطأ.
الجنوب - علي داود - الجمهورية:
أوقف "الكفاح المسلّح الفلسطيني"، الغزّي (31 عاما)، في 23 الجاري، وتردّد انه تخلّل التحقيق معه اعتراف بقتله مرافق قائد الكفاح المسلّح محمود عيسى "اللينو"، عامر فستق، بعد ذلك سُلّم الى مخابرات الجيش عند حاجز الحسبة.
إلا أن الاتهام أثار جفاءً وتباعدا بين "اللينو" وقائد المقرّ العام الذي يتبع له الغزّي، اللواء منير المقدح، بينما أثار إطلاق سراحه أمس مفاجأة كبيرة لدى مؤيّدي "اللينو"، الذي كانت مصادره أعلنت أنّ اعتراف الغزّي مصوَّر وموثَّق.
وكان الغزّي أُطلق أمس، من قصر عدل صيدا فاستقبله ذووه ورفاقه في عين الحلوة بإطلاق رشاقات نارية ابتهاجا في الهواء، ممّا أدّى الى إصابة احد عناصر حركة "فتح"، الملحقين بكتيبة العقيد طلال الأردني بجروح عن طريق الخطأ. وعلمت "الجمهورية" أنه تم إطلاق سراحه بسند إقامة.
وبينما استمر إطلاق النار لأكثر من ساعة، وأعاد الى أذهان سكان المخيم الاشتباكات التي وقعت على ارضه في 18 الجاري، اعتبرت مصادر فلسطينية لـ "الجمهورية"، أنّ "إطلاق الغزّي يعتبر نصرا للمقدح الذي أكد على براءته منذ توقيفه، مشيرة الى أنّ ذلك سيؤسّس لعودة التقارب بين المقدح واللينو بعد الاتهامات المتبادلة بينهما".
في المقابل علّق قائد المقرّ العام لحركة "فتح"، اللواء منير المقدح لـ"الجمهورية"، بالقول: "بعد اتهام عبد الغزّي قمنا، بالتوافق مع أهله، بتسليمه الى القضاء اللبناني لتبيان الحقيقة، لأننا نعيش على الأرض اللبنانية وتحت سقف القانون والسيادة اللبنانية، واليوم القضاء اللبناني قال كلمته بإطلاق سراح الغزّي".
وحول الوضع الأمني في المخيّم قال المقدح: "العين على مخيّم عين الحلوة وعلى القضية الفلسطينية، خصوصا على حق العودة، والدوائر الأميركية والغربية تعمل جاهدة لشطب حق العودة وإلغائه، كما أنّ المشروع الأميركي يستهدف المنطقة برمّتها ويريد تحويلها الى دويلات وإمارات صغيرة متناحرة مذهبيا وطائفيا وعرقيا".
وأضاف المقدح: "المستفيد الوحيد من عمليتَي قتل مرافقَي "اللينو"، (عامر فستق وأشرف القادري)، هو إسرائيل لكننا لن نسمح بتكرار نموذج مخيّم نهر البارد".
واتهم المقدح "بعض المؤسسات التي تدّعي انها تعمل في خدمة شعبنا، بتنفيذ مشاريع مشبوهة ومرتبطة بأميركا، تقوم بجمع معلومات ودراسات عن فصائل المقاومة، وهي موضع متابعة". ولفت المقدح الى ان ثقافة شعبنا هي ثقافة المقاومة والتمسّك بحق العودة وبالعادات والتقاليد الفلسطينية المبنية على المحبة والتسامح.
واكد المقدح على: "أننا لسنا طرفا ضدّ طرف في التجاذبات اللبنانية ونحن مع لبنان الواحد الموحّد. ونحن نحضّر انفسنا لتحرير فلسطين، ونحن مع تنظيم وضبط السلاح الفلسطيني، فسلاحنا وجهته نحو الاحتلال الإسرائيلي".
وطالب المقدح الدولة اللبنانية بفتح ملف الحقوق المدنية لشعبنا الفلسطيني، واكد المقدح ان الزمن الذي نقتل فيه لوحدنا قد ولّى، واي مجازفة من الاحتلال الإسرائيلي ستكلفه غاليا.
وفي سياق متصل، كانت لجنة المتابعة في المخيّم، عقدت لقاء لتدارس الأوضاع الأمنية في المخيّم، واكد المجتمعون على "رفع الغطاء عن اي مخلّ بالأمن، وتكثيف اللقاءات بين كافة القوى والفصائل، وتحريم الاقتتال الفلسطيني، وعدم التدخل في التجاذبات اللبنانية".
ولفت المقدح الى "أنّ اجتماع اللجنة يأتي في إطار تحصين الوضع الداخلي والذي هو جيد وممسوك، وهناك توافق بين كافة القوى على تغليب المصلحة العامة لشعبنا على المصالح الضيقة".