أثار
توقيف ضابط من حركة «فتح» على خلفية مقتل عامر فستق مرافق قائد جهاز
«الكفاح الفلسطيني المسلّح» العميد محمود عيسى الملقب «اللينو» مفاجأة
كبيرة وبلبلة في الأوساط «الفتحاوية»، وشرّع الباب على تساؤلات كثيرة،
خصوصاً لجهة إحتمال بروز صراع أجنحة داخل هذا التنظيم.
فيما
ساد الهدوء الحذر مخيم عين الحلوة، أكدت مصادر أمنية لـ"الجمهورية" أن
الكفاح المسلّح الفلسطيني سلّم الى مخابرات الجيش اللبناني ليل أمس الاول،
عبد ع. غ، المشتبه بإقدامه على قتل مرافق "اللينو" عامر فستق الأحد الماضي
في مخيم عين الحلوة. وأكّد مسؤول "فتحاوي" رفيع لـ"الجمهورية"، أن عبد هو
ضابط في حركة "فتح" برتبة ملازم أول، وقد إعترف بإطلاق النار على فستق،
وانه كان يضع قناعا على وجهه، وأفاد أنه نفّذ القتل بمساعدة قريب قائد
المقرّ العام لحركة "فتح" في لبنان اللواء منير المقدح، هو أ. المقدح، الذي
ما زال متواريا عن الأنظار، وقد تم تسليمه إلى مخابرات الجيش في صيدا التي
باشرت التحقيق معه.
وذكر المسؤول أن عائلة الموقوف، سلّمته إلى "اللينو" الذي اخضعه لتحقيق مصوّر اعترف خلاله بارتكاب الجريمة.
إزاء
ذلك، نفى منير المقدح لـ"الجمهورية"، أي علاقة له بقتل مرافقَي "اللينو"،
أو بالأحداث الأمنية الأخيرة في المخيم، وقال أنه أوعز لذوي عبد، لتسليمه
الى الكفاح المسلّح، وهو مع رفع الغطاء عن أي شخص يثبت تورّطه بما جرى.
وقال
مصدر فلسطيني في عين الحلوة، أنه إذا ثبت تورّط أ. المقدح في قتل فستق فإن
ذلك يعني صراع أجنحة داخل "فتح"، وأن "فتح" لن تقف مكتوفة إنما ستتخذ
تدابير مسلكية في حق المتورّطين، وستسلمهم الى الجيش اللبناني.
كذلك،
علمت الجمهورية"، من مصادر فلسطينية أن "كتائب زياد الجرّاح - كتائب
عبدالله عزّام" التي كانت تقاتل في العراق، إنتقلت الى "حي الطوارئ" في
مخيم عين الحلوة، وتعمل على تنظيم اوضاعها بالتنسيق مع بقايا "جند الشام"
و"فتح الإسلام" للسيطرة على المخيم، والقضاء على الكفاح الفلسطيني المسلّح
بقيادة "اللينو"، وهذه الكتائب تضم عناصر فلسطينية ومغربية وسورية مطلوبة
للقضاء اللبناني، فيما يسعى "اللينو" لتسليم المطلوبين الى السلطات
اللبنانية.
وذكرت
المصادر ان وفد "لجنة المتابعة الفلسطينية"، في عين الحلوة الذي التقى
المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في بيروت أمس الاول، بحث معه
في خطورة الوضع الامني في المخيم، وقالت مصادر المشاركين ان ابراهيم شدد
على ضرورة عدم الانجرار الى أي إقتتال فلسطيني، متحدثاً عن بعض المعلومات
الامنية حول هوية المتورطين في الاحداث الاخيرة، ومنها من هو غير معروف
ومرتبط بأجندة غير فلسطينية، وأكد "أن مخيم عين الحلوة لن يكون "نهر بارد"
جديد وعلى جميع القوى الفلسطينية تحمّل مسؤولياتها كاملة لتفويت الفرصة".
جولة
الى
ذلك، جال المساعد الأول لمدير مخابرات الجيش العميد عبد الكريم يونس في
صيدا والتقى عددا من القوى السياسية والفاعليات الروحية يرافقه مدير فرع
المخابرات في صيدا العقيد ممدوح صعب، اذ زار كلا من مفتي صيدا واقضيتها
الشيخ سليم سوسان، وإمام مسجد "القدس" الشيخ ماهر حمود، ورئيس "التنظيم
الشعبي الناصري" الدكتور اسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري وبحث معهم
في الأوضاع الأمنية على الساحتين الوطنية والصيداوية في ظل الأحداث الأخيرة
والتطورات في عين الحلوة.
وأكدت
مصادر مطلعة ارتياح يونس الى حرص القوى الفلسطينية على تطويق ذيول الاشتباك
الأخير وعدم توسيع رقعته، مشددا ان الأمن "خط احمر" وأن الجيش لن يسمح
بتعكير صفوه.
من
جهته، أكد البزري ثقته بوعي القوى الفلسطينية، وقدرتها على تحمّل المسؤولية
في درء الفتنة ومنع الإنفجار، مشيداً بجهود الجيش ومؤسساته الأمنية،
ومعتبراً "أن أمن عين الحلوة جزء لا يتجزأ من أمن صيدا والعكس صحيح، وكل
حديث عن سيناريوهات شبيهة بنهر البارد هو حديث مرفوض وسنعمل بالتنسيق مع
الجيش وأجهزته الأمنية".
وإذ اكد
حمود ان وجهات النظر "كانت متطابقة مع يونس في تحليل الأوضاع وما جرى في
عين الحلوة"، نوّه بوعي القوى الفلسطينية في درء الفتنة وإبعاد شبح
الاقتتال، رفض سعد "قول البعض ان أحداث عين الحلوة رسالة إلى مدينة صيدا"،
قائلا "اللبنانيون يثقون بالجيش لحفظ الأمن والإستقرار"، مضيفاً: "نحن غير
مطمئنين إلى أوضاع عين الحلوة على رغم من استقرارها"، داعيا جميع الفصائل
الفلسطينية إلى "عمل جاد بغية تعزيز مناخات الثقة في المخيم والسلطة
اللبنانية والكف عن التعاطي من منطلق أمني فقط مع ملف المخيمات في لبنان".